الأربعاء، 16 مارس 2022

قبيلة أولاد سيدي الشيخ المغربية التي قسمتها فرنسا

 قبيلة أولاد سيدي الشيخ المغربية التي قسمتها فرنسا



قبيلة أولاد سيدي الشيخ هي قبيلة عربية تستوطن حاليا المنطقة الممتدة  من حدود الشلف الى البيض البيض غرب الجزائر حاليا وصولا لواحات فجيج بالمغرب ، و تتداخل اراضيها من ناحية الشمال والغرب مع حلفائهم التاريخيين قبائل الحميان ( الشراقة والغرابة ) ، أما نسبهم فهم تيميون قرشيون من نسل أبي بكر الصديق .
يعود تاريخ دخولهم لشمال اقريقيا إلى القرن الرابع عشر حيث دخل أسلافهم الى الصحراء بقيادة سيدي معمر بن سليمان أبوالعالية مع القبائل الهلالية في الهجرة العربية الشهيرة قادمين من تونس، ثم استقروا في الصحراء بين المغرب والجزائر حاليا واستقر أبو العالية عرباوات شمال ولاية البيض واتخذها دارا، وانتشرت ذريته من بعده في تلك الربوع.
ونسبه هو معمر أبي العالية بن سليمان بن سعيد بن عقيل بن حرمة الله بن عساكر بن زايد بن احمد بن عيسى بن التادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن زغوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه من تيم من قريش من العرب العدنانية من صلب سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام 
وقد لعب معمر ابوالعالية دورا حاسما في نشر المذهب المالكي في تلك المناطق التي كانت تعرف انتشارا لمذهب الخوارج 
ثم برز من بعد سيدي معمر التَيمى رجل يدعى الشيخ أبو داود سليمان بن أبي سماحة البكراوي الفقيه الأديب المحدث العلامة الإمام الصوفي الشهير إزداد حوالي سنة 865 ه – 1461م تعلم في طفولته في المركز الذي أسسه والده سيدي أبو سماحة بفجيج التي أشرف عليها العلماء الأدارسة الوداغير
ثم درس في المغرب، والاندلس لمدة 12 سنة ، وبعدها عاد للتدريس في جامعة القرويين بفاس لمدة 6 سنوات
ثم إستقر غير بعيد من قصر بني ونيف و إشتغل إماما وخطيبا صوفيا في فجيج
 تزوج من السيدة عائشة الشريفة بنت سيدي عبد الجبار الفجيجي، وهي من عائلة علماء أدارسة معروفة جدا في فجيج، ومن هذا الزواج ولد سيدي أحمد المجدوب جد المجادبة حسب الرواية كان سيدي سليمان في هذه الحقبة قد تزوج من إمرأة إدريسية أخرى تسمى السيدة المالحة سليلة سيدي عبد الرحمان الودغيري شرفاء بني ونيف أم سيدي محمد 
حيث  .
 توفي سيدي سليمان رحمه الله في فجيج حوالي 945 ه – 1539 م عن عمر يناهز 80 سنة ودفن في قرية بني ونيف على مقربة من فجيج.
وقد عرفت هذه الزاوية في حياة مؤسسها و بعده إشعاعا غطى الجنوب الغربي الجزائري ، والجنوب الشرقي المغربي، وهي طريقة تتفرع عن الشاذلية اليوسفية.
ثم ظهر بعده حفيده عبد القادر بن محمد بن سليمان المكنى ” بسيدي الشيخ” ، وهو يعتبر المؤسس والموحد الحقيقي لقبيلة أولاد سيدي الشيخ وهي التسمية التي أطلقت على البوبكريين الأجواد من بعده إلى حد الآن ومن ذريته تكونت بطون قبيلة أولاد سيدي الشيخ . 
ثم مع الزمن أصبح لهذه القبيلة مكانة مرموقة ومتميزة في المناطق التي يتواجدون فيها ويشهد لهم التاريخ بوزن سياسي ثقيل و بطولة قوية و التشبت بالدين. 
وقبل دخول المحتل الفرنسي كانوا نسيجا واحدا يتواجد على رقعة جغرافية واحدة ممتدة من البيض الى فجيج الى جرادة 
وبعد هزيمة المغرب في معركة اسلي بسبب دعمه للأمير عبد القادر وقع مرغما على اتفاقية للامغنية الحدودية 18 مارس 1845 التي اقتطعت الكثير من المناطق المغربية لصالح الجزائر الفرنسية ومزقت على إثرها مصائر بعض القبائل المنتشرة على هذا الخط و منها قبيلة أولاد سيدي الشيخ فقسمت القبيلة الى فرقتين :
 أولاد سيدي الشيخ “الشراقة” أو الشرقيين و أصبحوا بموجب الاتفاقية جزائريين فرنسيين وهم 
ـ أولاد سيدي محي الدين ـ أولاد سيدي العربي
ـ أولاد سيدي طاهر ـ أولاد سيدي بونوار
ـ أولاد سيدي الزيغم ـ الرحامنة
 أولاد سيدي الشيخ “الغرابة” أو الغربيين و أصبحوا بموجب نفس المعاهدة مغاربة وهم 
ـ أولاد سيدي التاج ـ أولاد سيدي بن عيسى
ـ أولاد سيدي محمد عبد الله ـ أولاد سيدي عبد الحكم
ـ المعابدة ـ المراسلة ـ أولاد سيدي سليمان ـ أولاد سيدي براهيم
ـ أولاد سيدي الحاج أحمد
 ـ أولاد بن بوسعيد ـ أولاد عزيز
(وكرست المعاهدة انقساما سابقا كان بين الفريقين جراء خلافهما حول زعامة القبيلة، و صراعهما حول تسيير زاوية جدهما الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد السماحي المتوفى سنة 1616م)
وقد خاض أولاد سيدي الشيخ مقاومة عنيفة دفاعا عن الوطن و الديار والدين ، تمثلت في عدة ثورات على فترات متقطعة فعندما أخضع الاحتلالُ الفرنسي شمال الجزائر وضمه اليه ، اجمعت بطون قبيلة أولاد الشيخ سنة 1845 م جنوب الجزائر (نواحي البيض) وجمعوا ووحدوا مختلف القبائل العربية المُجاورة لهم في حلف واحد من أجل الجهاد ومن أبرز تلك القبائل الحليفة لأولاد سيدي الشيخ والتي كان لها دور بارز في ثورتهم : 
قبيلة حميان الشراقة = الطرافي ( شمال ولاية البيض ) 
حميان الغرابة = شافع (نعامة) 
العمور( الاغواط )  
أولاد جرير(بشار ) 
ذوي منيع(بشار) 
بني كيل( الجنوب الشرقي للمغرب ) 
شعانبة( بغرداية وورقلة ) وغيرهم
وكان من أبرز ما ساعد أولاد الشيخ في توحيد كل هذه القبائل تحت رايتهم هو انتشار الطريقة الشيخية التي تنتسب إليهم ، و لما اعلن اولاد سيدي الشيخ الجهاد مجددا ضد الاحتلال الفرنسي لبت هذه القبائل النداء و تسارعت إلى المقاومة أفرادا و جماعات و سجلت حضورها بفخر و اعتزاز
أسباب مقاومة أولاد سيدي الشيخ
 هناك عدة دوافع دينية وسياسية واقتصادية عجلت باندلاع المقاومة يمكن حصر بعضها في النقاط التالية :
 رفض الاحتلال ، وهو العامل الرئيس لكل المقاومات
اثقال كاهل السكان بالضرائب ، لتحطيمهم ماديا وتفقيرهم
 سياسة فرنسا القائمة على فكرة "فرق تسد " بضرب وحدة الصفوف
 محاولة فرنسا زعزعة نفوذ بعض زعماء القبائل و الحد من نفوذهم
مقاومة اولاد سيدي الشيخ الغرابة
البوشيخي البكري 1845 بقيادة الشيخ بن الطيب 
 فبعد احتلال الشمال الجزائري من طرف القوات الفرنسية الغازية ، وعند وصول هذه القوات إلى مشارف الجنوب الجزائري ، وفي أثناء المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر بن محي الدين ، ظهرت حركة مقاومة أولاد سيدي الشيخ للمد الاستعماري الفرنسي ، في أول معركة بالمكان المسمى الشريعة بنواحي البَيَض ، بقيادة سيدي الشيخ بن الطيب زعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة في 2ماي 1845م 
بعد صدور معاهدة لالة مغنية الموقعة بين المغرب وفرنسا ، لاحظ سيدي الشيخ بن الطيب زعيم أولاد سيدي الشيخ "الغرابة" الحيف الذي الحقه الفرنسيون بقبيلة أولاد سيدي الشيخ عموما و"الغرابة" خصوصا، حيث اقتطعت سلطات الاحتلال منهم أراضيهم وقراهم ومجال تنقلاتهم الرعوية، وأرغمتهم على النزوح والهجرة القسرية.
ففي يناير 1849م بعث سيدي الشيخ بن الطيب (زعيم "الغرابة") بوفد إلى السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام ملك المغرب يطلعه على الوضع الراهن إذاك في حدود المملكة، فراسل السلطان السفارة الفرنسية بطنجة يطالبها بمراجعة الحدود بعد تشكي المتضررين من تبعات المعاهدة الموقعة بين فرنسا والمغرب ، ولكن سلطات الاحتلال ضربت بعرض الحائط إلحاح السلطان عليها، في هذا الشأن.
في أوائل سنة 1849م عين السلطان سيدي الشيخ بن الطيب خليفة له على التخوم الجنوبية الشرقية المغربية ، و كأنه بهذا التعيين يضفي الشرعية على الجهاد الذي أعلنه زعيم الغرابة ضد الاحتلال الفرنسي منذ 1845م
كما أن هذا التعيين كان بمثابة تبني المقاومة من طرف السلطان الذي لم يكن له جيش نظامي يوازي قوة الجيوش الفرنسية وعدتها وعتادها
كانت عين بني مطهر تمثل القاعدة الخلفية للمقاومين من أولاد سيدي الشيخ الغرابة بزعامة سيدي الشيخ بن الطيب سنة 1849م، وشارك سكانها من بني مطهر والمهاية في هذه المقاومة منذ انطلاقها
وفي31/3/1870م فَقَدَ قبل وفاته أحد أبنائه "مولى الفرعة" في معركة " معذرالمصارين " التي تصدت فيها قبيلة أولاد سيدي الشيخ "الغرابة" وقبيلة "بني كيل" لقوات الاحتلال الفرنسي في  بالقرب من مدينة "بوعرفة" حاليا
و استمرت مقاومة سيدي الشيخ بن الطيب إلى حين وفاته في 15/7/1870م. 
وبعد وفاته أخذ مشعل المقاومة ابنه البكر الحاج العربي بن الشيخ، الذي ما لبث أن استشهد مع أخيه سليمان بن الشيخ في معركة "عقلة السدرة" التي نشبت بين أولاد سيدي الشيخ "الغرابة" و"الشراقة" في 8/8/1871م، والتي خطط لها الاحتلال الفرنسي للإيقاع بين الفريقين ، وتسهيل القضاء - في النهاية -عليهما جميعا
و تزعم ابنه الثالث "معمر بن الشيخ" قبيلة أولاد سيـدي الشيخ "الغرابة" وأقره السلطان مولاي الحسن ملك المملكة المغربية على زعامة هذه القبيلة إلا أن سلطات الاحتلال نغصت صفو العلاقة بينهما ، فقلب السلطان ظهر المجن لاولاد سيدي الشيخ "الغرابة" ، و تنكر لهم خصوصا بعد استشهاد معمر بن الشيخ السابق الذكر في معركة " نفيش" ضد القوات الفرنسية وأتباعها في 13/6/1874م
وبعد استشهاد معمر بن الشيخ ، تولى زعامة قبيلة أولاد سيدي الشيخ "الغرابة" علال بن الشيخ بن الطيب ( وهو الابن الرابع لسيدي الشيخ بن الطيب )، ورغم استماتتهم في المقاومة و تضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ، وولائهم للسلطان الذي كان يختصهم بظهائر التوقير والاحترام ، وكانوا قُوَادَهٌ في المناطق الجنوبية ، فإن سلطات الاحتلال الفرنسية لم تدخر وسعا في السعي لبث الخلاف بينهما ، وأوغر العُمَلاءُ المدسوسون في دوائر المخزن صدر السلطان عليهم ، فصُنفوا في خانة المخربين وأهل الفتن ، وتعرضوا بذلك للسجون والتنكيل والتهجير ، وبانتهاء مقاومتهم وجد الاحتلال الفرنسي الطريق معبدة أمامه لاحتلال المغرب ابتداء من 1904م. 
وبناء على ما سبق ذكره ، فإن سيدي الشيخ بن الطيب كان مفجر ثورة أولاد سيدي الشيخ التي دامت خمسة عقود من 1845م إلى 1895م
وبعد عشرين سنة على انطلاق ثورة سيدي الشيخ بن الطيب اندلعت ثورة أولاد سيدي الشيخ "الشراقة" بزعامة سيدي سليمان بن حمزة في 8/4/1864م ثم بعد ست وثلاثين سنة انطلقت ثورة سيدي بوعمامة في 1881م، لتكمل المسيرة التي بدأها سيدي الشيخ بن الطيب.
مقاومة اولاد سيدي الشيخ الشراقة
بقيادة سليمان بن حمزة 
 سلكت الاستعمار الفرنسي في عملية التوسع و بسط النفوذ العديد من الأساليب كاستغلال نفوذ أسرة أولاد سيدي الشيخ مطية للتوغل في الجنوب 
 ونجحت فرنسا في استمالة سي حمزة بن بوبكر زعيم الفرع الشرقي من أولاد سيدي الشيخ بتعيينه سنة 1850 خليفة على الجنوب الجزائري
واظهر الخليفة الولاء لفرنسا ووضع نفوذه في خدمتها، إلا أنها لم تطمئن إليه لما له من مكانة بين القبائل الصحراوية ، فاستدعته إلى الجزائر العاصمة، للتحقيق معه متذرعة بشكاوى بعض سكان المنطقة ،غير أنه لقي حتفه يوم 15 أوت 1861م وادعى الفرنسيون أن زوجته دست له السم.
وقد وجدت وثيقة تبين أن الشيخ حمزة بن ابو بكر كانت له علاقة بالامير عبد القادر وكان اللامير يطلب منه التوسط لدى الشرفاء الوداغير في فجيج من أجل دعمه في حربه ضد الفرنسيين وقد يكون هذا التعاون هو سبب عدم ثقة الفرنسيين فيه واغتياله. 
وبعد وفاته ولت مكانه ابنه الأكبر بوبكر بن حمزة، برتبة "باش آغا" وهي أقل من رتبة خليفة لكنه سرعان ما قتل هو الآخر مسموما من قبل أتباعه في 22جويلية 1862م
نصبت فرنسا سي سليمان بن حمزة مكان شقيقه سي بوبكر ،و عزلت القائد سي الزبير  من آغاوية ورقلة ، بذريعة مرضه الـمزمن ، وقامت بتعيين شقيقه سي لعلا بن بوبكر مكانه، وكان هذا الأخير متأكدا من أن وفاة سي حمزة وابنه بوبكر إنما هو عمل دبرته السلطات الفرنسية فأخذ يحرض ابن أخيه سي سليمان على مقاومة الاستعمار مستغلا بعض العوامل منها مثلا سحب فرنسا لبعض قواتها الرابضة بالجنوب الغربي لتدعيم مجهودها الحربي الاستعماري بالمكسيك  والهند الصينية.
وفي خضم هذه الظروف وجه سي سليمان نداء إلى عائلته مؤكدا أن الفرنسيين الذين سمموا أباه حمزة و أخاه بوبكر، لن يتورعوا في قتله وعليه لابد من الاستعداد للمواجهة والشروع في التحضير لاعلان الجهاد.
-ويبقى السبب المباشر لهذه الثورة هي تلك الإهانة التي تعرض لها سي الفضيل وعدد من أفراد عائلة أولاد سيدي الشيخ يوم 29 جانفي 1864م في ساحة البيض على يد ضباط المكتب العربي

المرحلة الأولى : 1864 - 1967
أعلن فيها سي سليمان الجهاد ، بعد أن وافقه شيوخ الزاوية واستجاب له عدد معتبرمن الأتباع والأنصار وكلف سي الفضيل بمهمة التعبئة والاتصال بالقبائل وأتباع الطريقة البوشيخية المنتشرين عبر ربوع الصحراء
وفي يوم 08 أفريل 1864 اندلعت المقاومة بالاغارة على مخيم للجيش الفرنسي في هضبة عوينة بوبكر شرق البيض مما أثار الارتباك و الهلع في صفوف القوات الفرنسية ، كما انقض سي سليمان على العقيد بوبريط وقتله ، غير أنه تعرض بالمثل على يد الجند الفرنسيين.
خلف هذا الانتصار أثرا حسنا بين القبائل التي سارعت إلى الانضمام إلى المقاومة، خاصة بعد أن علمت بسقوط العديد من الضباط الفرنسيين ، نذكر منهم 
العقيد بوبريتر 
والنقيب إسنارد
 ونقيب الـمكتب العربي بتيارت 
والـمترجم "كابيسو
 ونقيب الصبايحية "تيبولتمع ملازمه الأول "بيران
 و ملازم القناصة "بوبيي
وبعد استشهاد سي سليمان بن حمزة بويع سي محمد بن حمزة قائدا، ولصغر سنه استعان بعميه سي الزبير وسي لعلا، وقد عرف عن هذا الأخير الحيوية و الحنكة في ادارة المواجهة ، بقدرته على التعبئة . 
كما تدعمت المقاومة يوم 17 أفريل بانضمام قبيلة أولاد شايب من دائرة بوغار تحت قيادة الآغا النعيمي ولد الجديد و حوالي خمسمائة فارس ، بعد أن قاموا بهجوم مباغت على معسكر فرنسي، يقوم بمهمة التجسس وجمع الأخبار عن تحركات المجاهدين، وقضوا على الـملازم أحمد بن رويلة وضابطين فرنسيين و11 صبايحيا. 
وأمام هذه التطورات سارع الجنرال يوسف إلى تنظيم كتيبة في بوغار للسيطرة على القبائل الثائرة وتهدئة الأوضاع
ومن أشهر المعارك التي خاضها سي محمد بن حمزة ، معركة ابن حطب يوم 26 أفريل 1864م ضد فيلق الجنرال مارتينو
 المتجه إلى البيض
وفي يوم 13 ماي 1864م وقعت معركة "ستيتن" بين المقاومين بقيادة سي محمد وقوات العدو بقيادة الجنرال "دلينيه" ، فقد فيها المجاهدون العديد من الرجال ، مما جعل سي محمد ينسحب إلى الجنوب ، وتمكن بذلك الجنرال "دلينيه" من الانتقام من السكان العزل
استغل المجاهدون ظروف اشتداد الحر، للانقضاض على الـمراكز الفرنسية وتأديب القبائل الموالية للاستعمار فهاجموا فرندة في 12 جويلية 1864لتأديب الخونة ، غير أن السلطات الفرنسية عززت مراكزها بتجهيز خمس كتائب منها كتيبة الجنرال "لوقران" و "دلينيه - مارتينو" ، وكتيبة "جوليفي" ولم يحول ذلك من شن هجوم بزعامة سي محمد على كتيبة الجنرال "جوليفي" بعين البيضاء يوم 30 سبتمبر 1864م ، وألحقوا بها خسائر جمة
لهذا أصدرت الحكومة الفرنسية التعليمات للجنرال "دلينيه" والجنرال يوسف لفك الحصار عن هذه الجهات ، وكلفت "شانزي" بمطاردة المجاهدين
فخيم الجنرال "دلينيه" بالبيض لمحاصرة المقاومين ، ومراقبة تحركاتهم فوقعت معركة غارة سيدي الشيخ يوم 4 فبراير 1865م ، جرح خلالها سي محمد بن حمزة ، و توفي متأثرا بجروحه يوم 22 فبراير1865 من نفس السنة. 

خلفه أخاه سي أحمد ولد حمزة ، ونظرا لصغر سنه تولى سي بوزيد مهمة تنظيم المقاومة ، طوال سنة 1865.
و شهدت سنة 1866 عدة اشتباكات ومعارك برز خلالها العقيد دي كولومب الذي حقق بعض الانتصارات نظرا لخبرته ومعرفته بالـمناطق الصحراوية، من أهمها معركة الشلالة في أفريل 1866 

المرحلة الثانية : 1867 - 1881
لم تـثْن الهزائم الأخيرة من عزيمة أولاد سيدي الشيخ على مواصلة المقاومة ، بل اعتصم المجاهدون بالجنوب والحدود الجزائرية الـمغربية لـمعاودة القتال عن طريق الكر والفر ، للتغلب على القوات الاستعمارية الضخمة التي لا يمكن صدها بأسلوب حروب المواجهة
وتعد الفترة الممتدة من 1867م إلى 1869م فترة قحط في الجزائر ، حيث شهدت أزمات متتالية كالمجاعة و تفشي الأوبئة إضافة إلى زحف الجراد ، مما أودى إلى هلاك العديد من الأهالي ، رغم ذلك، استمرت المقاومة ولو بوتيرة أقل انطلاقا من الحدود
وبعد وفاة سي أحمد بن حمزة في شهر أكتوبر 1868م بتافيلالت خلفه سي قدور بن حمزة الذي تمكن من توحيد صفوف أولاد سيدي الشيخ ، وتنظيم المقاومة، وقد خاض عدة معارك برفقة سي لعلى بن بوبكر في جبال عمور وفي نواحي فرندة وتيارت بوغار والجلفة 
 و معركة أم الدبداب قرب عين ماضي في شهر فبراير 1869، انتصر فيها العدو الذي زاد من تعزيز قواته بالمنطقة، فأرسلت عدة بعثات منها بعثة وانمبفين التي تمكنت يوم 19 مارس من ضرب قبيلة حميان 
ولقد انعكست الأحداث الجارية في فرنسا و أوروبا سيما منها هزيمة باريس أمام بروسيا سنة1870 وسقوط النظام الامبراطوري وقيام الجمهورية الفرنسية الثالثة ايجابيا على المقاومة مما شجعها على الاستمرار 
ومن أشهرما خاضه من معارك معركة ماقورة في 17 أفريل 1871 التي هزم فيها جيش الثورة بقيادة سيدي قدور بن حمزة عدة قبائل خائنة ومرتزقة وموالية للعدو بالاضافة الى فيلق من الجيش الفرنسي ، بقيادة الجنرال ملويس هزيمة نكراء واستشهد فيها أزيد من مائتي مقاوم. 
وقد وصف الشاعر محمد بالخير هذه المعركة ايضا بقوله:
ثراية حمزة على قرانها فايزة
وفي يوم الحزة يجبدوا على النايضين 
هم ضد الكفار كان ماتوا اسلام
في قصة ماڨورة تسول الحاضرين
البارود والغبرة ضحاوا متخلطين
مزانات وكفار في الهم والذل غايسين

وفي 23 ديسمبر1871 لحق الجنرال "أوصمانت" بالقائد سي قدور بن حمزة الذي اخترق صفوف القوات الفرنسية بكل شجاعة ، نحو التل و قد أصابه في موقعة "ميقوب" ففرَّ إلى الجنوب مع عمه سي لعلا.
 و بذلك تعد هذه المعركة بمثابة الضربة القاضية ، كونها آخر معارك أولاد سيدي الشيخ الشراقة ضد الإحتلال الفرنسي
وتوفي سيدي قدور بن حمزة في منطقة حاسي بوزيد سنة 1897 ودفن في قبر جده سيدي الشيخ رحمهم  الله
وقد عقد الأخ الأصغر لثوار أولاد سيدي الشيخ سي الدين بن حمزة معاهدة بريزينة مع الفرنسيين سنة 1880م .
هذه المعاهدة التي رفضها الشيخ بوعمامة وكانت سبب في قيا ثورة ثالثة قادها الشيخ بوعمامة
مقاومة اولاد سيدي الشيخ الشراقة
بقيادة سيدي بوعمامة 
ثم بعد ست و ثلاثين سنة انطلقت ثورة سيدي بوعمامة  الفجيجي في 1881م الذي توفي في منطقة العيون سيدي ملوك عمالة وجدة سنة 1908
 
كتاب أولاد سيدي الشيخ الغرابة والشراقة  التصوف والجهاد والسياسة  المؤلف محمد ابن الطيب البوشيخي

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق